استيقظت في الساعة العاشرة صباحًا، كانت تشعر بالإعياء، لم ترغب بالاستيقاظ والقعود من السرير، “كان يوم الجمعة صعبًا” هذا ما كانت تفكر به، لكن قطع تفكيرها صوت المؤذن في الأذان الأول، “اليوم الجمعة!” وتنهدت، لم يعد الأمر غريبًا عليها، فعدم قدرتها على معرفة الأيام أصبح شيئًا طبيعيًا بالنسبة لها، عدم تمييزها بين اليوم والأمس والغد أصبح شائعًا، وعلى العكس، كان تمييزها ومعرفتها باليوم أمرًا خاطئًا وجريمة بالنسبة لها، فلأي سبب تعرفت على هذا اليوم؟!
الجمعة يوم ثقيل، تكرهه أكثر من غيره من الأيام، يوم الزيارات والاجتماعات، يوم اتسم بالثقل والازعاج، فمنذ الصباح ستبدأ بالعمل، ولن تنتهي إلا في منتصف الليل، ألا يجب أن يكون اليوم الأخف بالنسبة لها! يوم كان يوم فرح وسعادة، تحول إلى كآبة وشقاء
القط يموء بجانب باب الغرفة يريد الطعام، قامت وهي تجر خطاها على أمل أن تعود للنوم مجددًا بعد إطعامه، عند دخولها للمطبخ رأت القهوة تفوح على الموقد، تنهدت، وفكرت “هل ستبدأ المعاناة من الآن؟”، لكن تم تبشيرها بألا زائر اليوم، “إذًا… اليوم سيكون سعيدًا” وهذا ما كانت تأمله…